عرض الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب ميشال جلخ إشكالية المواطنة في العالم العربي والتحديات والتهديدات لمفاهيمها لافتاً الى دور الدين الإسلامي الغالب في العالم العربي في موضوع تحقيق المواطنة، ذلك ان الكثيرَ من دساتير الدول العربية طَرَحت أمورًا متقدّمة في موضوع المواطنة.
وخلال المؤتمر الدولي للأزهر ومجلس حكماء المسلمين الذي يحمل عنوان "الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل" في القاهرة، اشار الى انه في الوقت نفسه وضعت المواطنة امام واقعٍ حادٍ نظرًا لفِقدان عنصر المساواة في الكثير من الدساتير التي تنصّ على أن دين الدولة هو الإسلام، او تحوي نصوصًا معيّنة حقوقية تُأَثِّرُ على المواطنة كما في العراق في موضوع "أسلمة القاصر"، أو في مسألة عدم تمكن مواطنين من غير المسلمين في بعض الدول من تبوّء مراكز في الدولة، وبالتالي هناك ممارسة تمييزيّة على اساس الدين التي تنقُضُ بشكل مباشر أبسط مفاهيم المواطنة.
ولفت الى ان العالم العربي والإسلامي يتطلّع إليكم في سؤال تاريخي ويحمِّلُكُم مسؤوليةً كبيرة في متابعة ما بدأتم به من حركة تنويريّة عقلانية آتية من لدن الإسلام، تستخرج الحلولَ لأَزْماتنا ولا تستوردُها. لا يمكننا أن نتّكل على أحد في مشروع الإصلاح والترميم والتوعية والتربية فنحن نعرف أبناءنا وأبناؤنا تعرفنا. لذلك نقول لكم باسم الشريحة المتألمة، أكملوا طريق التجدّد والتنوير، أعيدوا راية النهضة إلى الأزهر ومصر. في أيديكم مفتاح الإنقاذ والخلاص لهذا النفق المظلم الذي نمر به.